منتدى الإعلام العربي يتناول "مستقبل الشاشة في عصر الإعلام الرقمي"

منتدى الإعلام العربي يتناول "مستقبل الشاشة في عصر الإعلام الرقمي"

 

 

أجمع المشاركون في جلسة "مستقبل الشاشة في عصر الإعلام الرقمي" ضمن فعاليات اليوم الثاني لمنتدى الإعلام العربي على أن التطور التقني الذي تشهده الساحة الإعلامية حالياً لن يؤدي إلى اندثار الشاشات والقنوات التليفزيونية لصالح الإعلام الرقمي، ومنصات "السوشيال ميديا".

وأكدوا أن التحدي الأكبر في السنوات المقبلة سيتمثل في كيفية مواكبة قطاع الإعلام بمختلف أنواعه للتحول الرقمي الهائل وفق وكالة الأنباء الإماراتية (وام).

شارك في الجلسة النقاشية التي تضمنتها الأجندة المكثفة لليوم الثاني من أيام المنتدى، مدير الإعلام الرقمي في "دبي للإعلام" خديجة المرزوقي، ورئيس تحرير "هسبريس" حسان الكنوني، ورئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للإعلام أحمد الطاهري، وأدارها مدير عام قناة "المشهد" طوني خليفة.

في بداية الجلسة استعرض مدير الجلسة المراحل التي عاصرها في تطور استخدام التقنيات الحديثة في الإعلام بشكل عام والإعلام المرئي على وجه الخصوص، منذ أن بدأ حياته العملية كإعلامي في عام 1992، مشيراً إلى أن الفيصل في هذا الشأن هو كيفية تسخير التقنيات الحديثة لصالح تقديم محتوى إعلامي رفيع المستوى على الشاشات التليفزيونية، والاستعداد من الآن بشكل جيد لمواجهة هذا “الانفجار التقني”.

 وذكر أن قناة المشهد التي يتولى إدارتها أخذت زمام المبادرة في هذا الخصوص، عبر تطبيق إعلام الموبايل أو ما يعرف حاليا باسم تطبيق "Mojo" حيث يستخدم جميع مراسلي القناة هذا التطبيق في تغطياتهم الإخبارية.

وحول ما إذا كانت الشاشات ستصبح شيئا من الماضي قريباً، قالت خديجة المرزوقي إن الشاشات التلفزيونية لن تندثر في السنوات المقبلة وستظل تحتفظ ببريقها ومحتواها المميز، مشيرة إلى أنه يتعين استخدام التكنولوجيا الحديثة لإثراء المحتوى الإعلامي للقنوات التلفزيونية والارتقاء بكل فروع العمل التلفزيوني، وأنه يجب الوصول لحالة من التكامل بين المنصات الرقمية الإعلامية والشاشات ولا يمكن الاستغناء عن إحداهما لصالح الآخر.

وتحدثت المرزوقي حول تأثير الذكاء الاصطناعي على الصناعة الإعلامية، معتبرة أن التكنولوجيا بصورة عامة ومن أبرز مكوناتها الذكاء الاصطناعي ستساعد بصورة إيجابية في كشف الأخبار الكاذبة وتعزز قدرة الإعلام على التعامل معها بالصورة الملائمة بما يعود بالنفع على مصداقية الخدمات الإخبارية المقدمة من خلالها.

من جهته رأى أحمد الطاهري أن التكنولوجيا الرقمية لن تلحق أي ضرر بصناعة الإعلام بل إنها ستخدم هذه الصناعة وترتقي بها وبمحتواها، وضرب مثالاً على ذلك بلجوء بعض وسائل الإعلام إلى استخدام "الروبوت" حالياً في التدقيق على المحتوى، معتبراً أن الصناعة الإعلامية أمام عصر تكنولوجي يتسم بالارتباك، غير أنه من المهم استيعاب ومواكبة هذه التكنولوجيا الرقمية وتوظيفها لصالح صناعة إعلامية "متطورة".

 وأضاف أن أي وسيط إعلامي جديد سيحقق النجاح طالما كان يلبي تطلعات المشاهدين والمستهلكين للمحتوى.

واستعرض حسان الكنوني تجربة منصة "هسبريس" المغربية في استخدام التقنية الرقمية في تطوير المحتوى الإعلامي الذي تقدمه، والذي لقي استحساناً كبيراً من المتابعين، مؤكداً أنه لا يمكن لأي وسيلة إعلامية تجاهل التطور التكنولوجي المتلاحق، بل يتعين توظيف مواكبة هذا التحول الرقمي لصالح صناعة إعلامية متميزة.

منتدى الإعلام العربي

يقام منتدى الإعلام العربي في دورته الحالية الـ21 بدولة الإمارات كمنصة معرفية للتأكيد على دور الإعلام المهم في دعم مسار التنمية المستدامة في المجتمعات.

ويشارك في الدورة الحالية للمنتدى أكثر من 3000 شخصية من أبرز الوجوه الإعلامية في المنطقة والعالم، والوزراء ورؤساء مؤسسات الإعلام العربية والعالمية ورؤساء تحرير الصحف المحلية والعربية، إلى جانب نخبة من كبار الكُتَّاب والمفكرين وممثلي كبريات وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية، ضمن التجمع السنوي الأكبر من نوعه في المنطقة.

ويضم المنتدى أكثر من 75 جلسة وبمشاركة 130 متحدثاً و160 مؤسسة إعلامية، ويهدف إلى رسم مستقبل الإعلام العربي، من خلال عرض التجارب الملهمة وطرح الرؤى حول مستقبل الإعلام، وتبادل الخبرات والأفكار والتجارب التي تسهم في استشراف مستقبل الإعلام العربي، وذلك عبر مجموعة كبيرة ومتنوعة من ورش العمل والجلسات النقاشية والفعاليات التي تركز على أحدث الاتجاهات الإعلامية، من أجل تقديم حلول مبتكرة لمواكبة المتغيرات العالمية.

يُذكر أن "منتدى الإعلام العربي" واكب -على مدار أكثر من عقدين من الزمان- أهم القضايا والتطورات التي شهدتها المنطقة والعالم، واستعرض من خلال نقاشاته المتعمقة دور الإعلام وتأثيره في تلك التطورات وتأثره بتداعياتها، بمشاركة نخب الساسة والمسؤولين الحكوميين على مستوى العالم العربي، وصناع الإعلام في العالم العربي وقيادات المؤسسات الصحفية وأبرز الكُّتاب والمفكرين العرب، ما يعكس حجم التقدير الذي يحظى به المنتدى كحدث يسعى لتعزيز دور الإعلام في دعم تقدُّم المنطقة وازدهارها.


 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية